![]() |
| |
| |||||||||||
![]() ولد الشاعر بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية جيكور على الفرات، قرب مدينة البصرة جنوب العراق. تنقل بين جيكور وأبي الخصيب والبصرة ثم بغداد لاستكمال تعليمه وتحصيله الدراسي ليتخرج من دار المعلمين في بغداد في منتصف الأربعينات، حيث كانت بغداد تعيش كباقي العواصم العربية انعكاسات الصراعات العالمية أثناء الحرب الثانية. دخل السياب معترك الحياة السياسية وعانى منها الكثير فقد دخل السجن مرات وطرد من الوظيفة ونفي خارج البلاد. صدرت مجموعته الأولى "أزهار ذابلة" عام 1947 في القاهرة وكان كتب في منفاه أجمل قصائده ومناجاته الشعرية غريب على الخليج وصهرت هذه المرحلة شعره ليتبلور فيها صوته وتكتمل أداته ويكتب ذروة نصه الشعري الذي صار يتميز به بعد رحيله. زار بيروت عام 1960 لطبع ديوان له، وقد ساهم في هذه الفترة في الحركة الشعرية والثقافية المتمثلة بصدور مجلة شعر وحوار والآداب. وفي هذه الفترة بالذات تدهورت صحته وصار يتنقل بين بيروت وباريس ولندن وراء العلاج وكان جمسه يهزل أكثر وأكثر حتى انكسر عظم ساقه لهشاشتها. شكلت هذه السنوات الأخيرة بين 1960 - 1964 مأساة السياب الصحية والاجتماعية حيث عانى من الموت يحمله بين ضلوعه في المنافي وليس لديه إلا صوته ومناجاته الشعرية ممزوجة بدم الرئة المصابة، حتى مات مسلولا في يوم 24/12/1964 في المستشفى الأميري في الكويت. أسس السياب لحداثتنا شعرا وكتب قصائد لا ماضي لها في الشعر العربي المعاصر مختطا بذلك مسارا في القصيدة العربية الحديثة سار عليه الكثيرون من بعده. يمتاز شعر السياب بالمناجاة الغنائية العميقة والصورة البارعة التي تمتزج فيها اللغة بالرؤية وبالإيقاع في مدى شعري ممتد بين روعة الأداء وعمق الدلالة وتشابك إيماءاتها. صدرت له المجموعات الشعرية التالية "أزهار وأساطير" و"المعبد الغريق" و"منزل القنان" و"أنشودة المطر" و"شناشيل ابنة الجلبي". وهذه احى قصائده
|
| |||||||||||
| ][`~*¤!||!¤*~`][أنشودة المطر ][`~*¤!||!¤*~`][ عيناك غابتا نخيل ساعة السحر .أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر عيناك حين تبسمان تورق الكروم وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهر يرجه المجداف وهنا ساعة السحر ... كأنما تنبض في غوريهما النجوم وتغرقان في ضباب من أسى شفيف كالبحر سرح اليدين فوقه المساء دفء الشتاء فيه و ارتعاشة الخريف و الموت و الميلاد و الظلام و الضياء فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء .كنشوة الطفل إذا خاف من القمر كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم .. وقطرة فقطرة تذوب في المطر وكركر الأطفال في عرائش الكروم ودغدغت صمت العصافير على الشجر أنشودة المطر مطر مطر مطر تثاءبي المساء و الغيوم ما تزال .تسح ما تسح من دموعها الثقال :كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام بأن أمه - التي أفاق منذ عام فلم يجدها، ثم حين لج في السؤال قالوا له : " بعد غد تعود" - لابد أن تعود و إن تهامس الرفاق أنها هناك في جانب التل تنام نومة اللحود ،تسف من ترابها و تشربي المطر كأن صيادا حزينا يجمع الشباك ويلعن المياه و القدر و ينثر الغناء حيث يأفل القمر المطر المطر أتعلمين أي حزن يبعث المطر ؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟ و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟ ،بلا انتهاء_ كالدم المراق، كالجياع كالحب كالأطفال كالموتى - هو المطر ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروق سواحل العراق بالنجوم و المحار كأنها تهم بالبروق .فيسحب الليل عليها من دم دثار اصح بالخيلج : " يا خليج "يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى فيرجع الصدى :كأنه النشيج يا خليج" ".. يا واهب المحار و الردى أكاد أسمع العراق يذخر الرعود و يخزن البروق في السهول و الجبال حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال لم تترك الرياح من ثمود .في الواد من اثر أكاد اسمع النخيل يشرب المطر و اسمع القرى تئن ، و المهاجرين ،يصارعون بالمجاذيف و بالقلوع :عواصف الخليج و الرعود ، منشدين مطر" مطر مطر وفي العراق جوع وينثر الغلال فيه موسم الحصاد لتشبع الغربان و الجراد و تطحن الشوان و الحجر رحى تدور في الحقول … حولها بشر مطر مطر مطر وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع ثم اعتللنا - خوف أن نلام - بالمطر مطر مطر و منذ أن كنا صغارا، كانت السماء تغيم في الشتاء ،و يهطل المطر وكل عام - حين يعشب الثرى- نجوع ما مر عام و العراق ليس فيه جوع مطر مطر مطر في كل قطرة من المطر .حمراء أو صفراء من أجنة الزهر و كل دمعة من الجياع و العراة وكل قطرة تراق من دم العبيد فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد أو حلمة توردت على ف الوليد في عالم الغد الفتي واهب الحياة مطر مطر مطر ".. سيعشب العراق بالمطر أصيح بالخليج : " يا خليج "يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى فيرجع الصدى :كأنه النشيج يا خليج" " يا واهب المحار و الردى وينثر الخليج من هباته الكثار على الرمال ، رغوه الاجاج ، و المحار و ما تبقى ن عظام بائس غريق من المهاجرين ظل يشرب الردى من لجة الخليج و القرار و في العراق ألف أفعى تشرب الرحيق . من زهرة يربها الرفات بالندى و اسمع الصدى يرن في الخليج مطر" مطر مطر في كل قطرة من المطر حمراء أو صفراء من أجنة الزهر وكل دمعة من الجياع و العراة وكل قطرة تراق من دم العبيد فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد أو حلمة توردت على فم الوليد في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة " ويهطل المطر |
| |||||||||||
| ][`~*¤!||!¤*~`][النهر و الموت ][`~*¤!||!¤*~`][ 1 بويب بويب أجراس برج ضاع في قارة البحر الماء في الجرار، و الغروب في الشجر وتنضج الجرار أجراسا من المطر بلورها يذوب في أنين " بويب .. يا بويب" فيدلهم في دمي حنين إليك يا بويب يا نهري الحزين كالمطر أود لو عدوت في الظلام أشد قبضتي تحملان شوق عام في كل إصبع كأني أحمل النذور إليك من قمح و من زهور أود لو أطل من أسرة التلال لألمح القمر يخوض بين ضفتيك يزرع الظلال و يملأ السلال بالماء و الأسماك و الزهر أود لو أخوض فيك أتبع القمر و اسمع الحصى يصل منك في القرار صليل آلاف العصافير على الشجر أغابة من الدموع أنت أم نهر؟ و السمك الساهر هل ينام في السحر؟ و هذه النجوم هل تظل في انتظار تطعم بالحرير آلاف من الإبر ؟ و أنت يا بويب أود لو غرقت فيك ألقط المحار أشيد منه دار يضيء فيها خضرة المياه و الشجر ما تنضح النجوم و القمر و أغتدي فيك مع الجزر إلى البحر فالموت عالم غريب يفتن الصغار وبابه الخفي كان فيك يا بويب 2 بويب .. يا بويب عشرون قد مضين كالدهور كل عام و اليوم حين يطبق الظلام و استقر في السرير دون أن أنام و ارهف الضمير دوحة إلى السحر مرهفة الغصون و الطيور و الثمر أحس بالدماء و الدموع كالمطر ينضحهن العالم الحزين أجراس موتى في عروقي ترعش الرنين فيدلهم في دمي حنين إلى رصاصة يشق ثلجها الزؤام أعماق ، كالجحيم يشعل العظام أود لو عدوت أعضد المكافحين اشد قبضتي ثم أصفع القدر أود لو غرقت في دمي إلى القرار لأحمل العبء مع البشر و أبعث الحياة ، إن موتي انتصار |
| |||||||||||
| ][`~*¤!||!¤*~`][غريب على الخليج ][`~*¤!||!¤*~`][ الريح تلهث بالهجيرة، كالجثام، على الأصيل و على القلوع تظل تطوى أو تنشر للرحيل زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار .من كل حاف نصف عاري و على الرمال ، على الخليج جلس الغريب، يسرح البصر المحير في الخليج : و يهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج أعلى من العباب يهدر رغوه و من الضجيج" ، صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى : عراق .كالمد يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون الريح تصرخ بي : عراق و الموج يعول بي : عراق ، عراق ، ليس سوى عراق البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون و البحر دونك يا عراق .. بالأمس حين مررت بالمقهى ، سمعتك يا عراق وكنت دورة أسطوانه هي دورة الأفلاك في عمري، تكور لي زمانه .في لحظتين من الأمان ، و إن تكن فقدت مكانه هي وجه أمي في الظلام ، وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام و هي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب ،من الدروب وهي المفلية العجوز وما توشوش عن (حزام) 1 وكيف شق القبر عنه أمام عفراء الجميلة .فاحتازها .. إلا جديله زهراء أنت .. أتذكرين تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين ؟ وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟ ووراء باب كالقضاء قد أوصدته على النساء أبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجال .كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال أفتذكرين ؟ أتذكرين ؟ سعداء كنا قانعين . بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء ،حشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانه .كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه أفليس ذاك سوى هباء ؟ حلم ودورة أسطوانه ؟ ان كان هذا كل ما يبقى فأين هو العزاء ؟ ،أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء .و الليل أطبق ، فلتشعا في دجاه فلا أتيه لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء الملتقى بك و العراق على يدي .. هو اللقاء شوق يخض دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء جوع إليه .. كجوع كل دم الغريق إلى الهواء شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون أيخون إنسان بلاده؟ إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟ الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام .حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق واحسرتاه ، متى أنام فأحس أن على الوساده ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق ؟ بين القرى المتهيبات خطاي و المدن الغريبة ،غنيت تربتك الحبيبة وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه ، فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمي من عثار .فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث ، في الدروب ،تحت الشموس الأجنبيه متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديه صفراء من ذل و حمى : ذل شحاذ غريب ،بين العيون الأجنبيه بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيه) 2 (و الموت أهون من (خطيه من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه قطرات ماء ..معدنيه ،فلتنطفئ ، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود إلى العراق ؟ متى أعود ؟ يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود .بي الخليج ، ويا كواكبه الكبيرة .. يا نقود ليت السفائن لا تقاظي راكبيها من سفار أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكن و استزيد ، ما زلت أنقض ، يا نقود ، بكن من مدد اغترابي ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي في الضفة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود متى أعود ، متى أعود ؟ أتراه يأزف ، قبل موتي ، ذلك اليوم السعيد ؟ سأفيق في ذاك الصباح ، و في السماء من السحاب ،كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب و أزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب :من الحرير ، يشف عما لا يبين وما يبين .عما نسيت وكدت لا أنسى ، وشك في يقين ويضئ لي _ وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي- ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جواب لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب ؟ اليوم _ و اندفق السرور علي يفجأني- أعود واحسرتاه .. فلن أعود إلى العراق وهل يعود من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدخر النقود و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود به الكرام ، على الطعام ؟ لتبكين على العراق فما لديك سوى الدموع .وسوى انتظارك ، دون جدوى ، للرياح وللقلوع الكويت 1953 |
| |||||||||||
| ][`~*¤!||!¤*~`][إتبعيني][`~*¤!||!¤*~`][ إتبعيني فالضحى رانت به الذكرى على شط بعيد حالم الاغوار بالنجم البعيد وشراع يتوارى , واتبعيني همسة في الزرقة الوسنى ... وظل من جناح يضمحل في بقايا ناعسات من سكونِ في بقايا من سكونِ في سكون ! *** هذه الاغوار يغشاها خيال هذه الاغوار لا يسبرها الا ملال تعكس الامواج في شبه انطفاء لونه المهجور في الشط الكئيب في صباح ومساء واساطير سكارى ... في دروب في دروب اطفأ الماضي مداها وطواها فاتبعيني ... إتبعيني * اتبعيني .. ها هي الشطآن يعلوها ذهول ناصل الالوان , كالحلم القديم عادت الذكرى به ــ ساح كاشباح نجوم نسي الصبح سناها والافول في سهاد ناعس ... بين جفونِ في وجوم الشاطئ الخالي كعينيك انتظار وظلال تصبغ الريح ... وليل ونهار صفحة زرقاء تجلو , في برود وابتسام غامض , ظل الزمان للفراغ المتعب البالي على الشط الوحيد إتبعيني .. في غد ياتي سوانا عاشقان في غد حتى وان لم تتبعيني يعكس الموج على الشط الحزين والفراغ المتعب المخنوق اشباح السنين * أمس جاء الموعد الخاوي .. وراحا يطرق الباب على على الماضي على اليأس عليا كنت وحدي أرقب الساعة تقتات صباحا وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليا أمس ... في الامس الذي لا تذكرينه ضوأ الشطآن مصباح كئيب .. في سفينة واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا وتناءت في ارتخاء وتوان غمغمات مجهدات واغاني وتلاشت تتبع الضوء الضئيلا أقبلي الان ففي الامس الذي لا تذكرينه ضوٌأ الشطآن مصباح كئيب في سفينة واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| الف الف مبروك (عاشق السحاب يودع العزوبيه ) | فهــــــد | مرفأ البداية وروح التواصل | 31 | 28-01-2010 08:59 AM |
| صوره وبيت من الشعر من عاشق السحاب | عاشق السحاب | أخبار الرويضة | 10 | 16-01-2010 07:00 AM |
| صور للغيوم من (منتزه السحاب) شمال غرب أبها | الصارم 717 | منتدى السفر والسياحه | 16 | 22-12-2009 09:35 PM |
| السحاب الأحمر .. ( الرافعي ) | محمد | صهيل القصيد | 5 | 18-08-2009 05:57 AM |
| انا السحاب | حسام الدين المصري | مرفأ البداية وروح التواصل | 39 | 07-03-2008 02:06 PM |
![]() | ![]() |