فيل أبرهه

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الحمد لله والصلاه والسلام على اشرف خلق الله

ذكر القرآن الكريم الفيل في سورة لا تتعدى أسطرها 4 أسطر، لكن السورة سميت باسم الفيل نفسه، لأنه لعب دوراً كبيراً في تلك القصة التي تدور حولها السورة، فالفيل وطير أبابيل وأبرهة هم أبطال القصة.

أما أبرهة ويلقب بالأشرم فهو من اليمن.. كان يحقد على الكعبة وكان مغتراً بنفسه، فقال ذات يوم: لم لا أبني بيتاً هنا في اليمن لأصرف الناس عن الكعبة إلى بيتي؟ فبنى بيتاً على شكل الكعبة ودعا الناس إلى الطواف حوله، لكن لم يستجب له الناس، ووجد ذات يوم أنهم قد لطخوه بالنجاسة فغضب وقال: لا بد أن أهدم كعبة قريش.

عندئذ جهز جيشاً عَرمرماً استخدم فيه الفيلة وكان يقودها الفيل الأكبر الذي سموه محموداً.

ويذكر ابن هشام في سيرته أن أبرهة بنى كنيسة سميت القُليس بصنعاء ثم كتب إلى النجاشي يقول: إني بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها ملك قبلك، ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب.

ثم مضى أبرهة في خطته وعندما وصل ثقيف دلهم أبو رغال على الطريق إلى مكة إلا انهم لما وصلوا المخمّس مات أبو رغال ودفن هناك وصار قبره يرجم فيما بعد.

فذهب أبرهة يسأل عن سيد أهل البلد الحرام فقيل له: عبدالمطلب، فطلبه فدخل عليه عبدالمطلب، ومن هيبته نزل له أبرهة من سريره وجلسا على الأرض، ثم قال له: ما حاجتك؟ فقال عبدالمطلب: أريد بعراني التي استوليتم عليها.

قال أبرهة متعجباً: إنني جئت لأهدم الكعبة، وأنت جئت لطلب بعرانك؟ فرد عليه عبدالمطلب: أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه، ثم ذهب أبرهة ليهدم الكعبة، وذهب عبدالمطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة قائلاً:

لا هُمّ إن العبدَ يُمنع رحله فامنع رحالك

لا يغلبنّ صليبهم وَمِحالهم غَدْواً مِحالك

ويقول ابن هشام إن نفيل بن حبيب قام بعد ذلك إلى جنب فيل أبرهة وهو متوجه إلى الكعبة فأخذ بأذنه وقال: ابرك يا محمود أو ارجع فإنك في بلد الله الحرام، ثم أرسل أذنه فبرك الفيل، فجاءوا يضربونه ليقوم فأبى، فوجهوه إلى اليمن فقام يهرول، ثم أرسل الله عليهم طيراً أبابيل، يحمل كل طير منها حجراً في منقاره وحجرين في رجليه لا تصيب أحداً منهم إلا قتله ففروا هاربين، فما وصلوا اليمن إلا وكلهم هلكى.

ويذكر الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بأن ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في عام الفيل أي العام الذي حاول فيه أبرهة الأشرم غزو مكة وهدم الكعبة، فرده الله عن ذلك بالآية الباهرة التي وصفها القرآن في سورة سميت بسورة الفيل. أقول ونخرج من هذه القصة بما يلي:

1 الفيل خلق من خلق الله وجند من جنوده وقادر على الإيذاء، لكنه لا يجري في الأرض إلا بأمر الله.

2 سمى القرآن الكريم سورة باسمه ليري عباده كيف أذل أقوى مخلوقاته فلم يقدر حراكاً عندما استعان به أبرهة لهدم الكعبة، وكيف أهلك ذلك الجبار وجيشه بأضعف مخلوقاته وهو طير الأبابيل.

3 كيف تجلى عبدالمطلب في وجه أبرهة قوياً في حين أنه ظن أن عبدالمطلب سوف يخضع له ويوافق على كل شيء مقابل امتناع أبرهة عن هدم الكعبة.

4 الكعبة ليست هوى من الأهواء حتى يبنيها فلان ويهدمها فلان، وإنما هي وتد إلهي غرزه الله في الأرض ليدوم رمزاً للتوحيد إلى يوم الدين، وقد كان قبلها البيت المعمور الذي ارتفع إلى السماء أيام طوفان نوح.

وبالمناسبة فإن الموسوعة العربية العالمية تذكر عن الفيل بأنه أضخم الحيوانات التي تعيش على الأرض، ولا يفوقه ضخامة إلا بعض الحيتان.

والفيل حيوان قوي وشديد الذكاء استخدمته الأمم في الحروب وفي اقتلاع الأشجار الكبيرة وفي حفر مجرى النهر الجاف حتى يصل إلى الماء.

أتمنى لكم الفائدة مما تم طرحه