قفز الحواجز

القى جسده المُتعب .. على السرير

مادآ .. قدميه ويديه

اكثر من طولهما المعتاد . . ليلين مفاصله وأعصابه

مُودعآ رأسه .. في حضن الوسادة

التي تعرف رأسه حق المعرفة

وتحفظ احلامه . . المكررة

لم يكن لديه . . طقوس نومٍ كثيرة

غير ثوبٍ مقطوع الأطراف يرتديه قبل نومه

ثم ينطلق اثناء نومه بالدوران والارتفاع

حتى يصل الى كتفيه . .

كتلك الهالة المحيطة بكوكب زحل . .

حاول . . أن ينام . . لكن النوم لم يكن على الموعد

وضع اصبعيه السبابة .. والابهام على عينيه

كأنما . . يطفئ جهازآ اتعبه التشغيل

وبدأ ... في تذكر احداث يومه الصاخبة

وهي احداث كل يومٍ .. وليلة

دار شريط العرض .. في مخيلته

كانت مقدمة الشريط . . صورته وهو يرتدي عبائته الفاخرة

ممسكآ .. بتلابيبها .. اثناء هوايته اليومية

قفز الحواجز . .

تذكر . . حاجزه الأول

وهو الوقوف على ابواب .. الأمراء والوزراء

ومدراء المكاتب .. وأصحاب النفوذ

زاد ضغطه . . على عينيه ليتذكر اسباب وقوفه على الأبواب

لاتهمه . . اسباب الوقوف فقد اصبحت عادة وادمان . .

عاد بالذاكرة . . الى الوراء

الى مناسباتٍ . . زاحم في حضورها

حفلات . . واجتماعات . . وأعراس

حتى حفلات المدارس . .

وأسابيع الشجرة والنظافة . .

كان هدفه .. أن يكون موجودآ وحاضرآ في كل مناسبة

وبين كل هذه الأحداث . . وزحام الصور . . وكثرة الحواجز

انسل .. سؤال جرئ !

مالفائدة ؟

كم اكرهك من سؤال .. قالها وأصابعه تبتعد عن عينيه

ثم ألح .. السؤال . . . مالفائدة من كل هذا الجري المحموم

وقفز الحواجز .. والوقوف على الأبواب . . وضياع ماء الوجه

تذكر . .

الأنوف التي قبلها . .

والأيمان التي أقسمها . .

والأموال التي انفقها . .

والديون التي استدانها . .

جلس على حافة السرير .. وهو يردد كم اكرهك من سؤال

انه يعريني ..

يجلدني ..

يفضحني أمام نفسي !

حاول التبرير . . لكن السؤال حاصره وفضحه

القى بنظره في المرآة

وتمعن شعره الأبيض

وتجاعيد وجهه التي تحولت الى اخاديد

وكأنما .. هي تذاكر الرحيل

مسح بيده على شعره الذي يعيش التصحر

ومرر يده .. على وجهه

فهتفت نفسه .. اليس الشيب وقار

رد بسرعه وبصوته المنكسر

لكن من يوقره . . ان لم اوقره !

هل كتب علي ..أن اظل عبدآ

وحذاءآ لكل صوت أجش

قالها .. وهو يرمي بجسده على السرير

ويأخذ نفسآ عميقآ . . ببطء شديد

ثم يدفعه من صدره .. بقوة

كبالون طفلٍ .. اندفع هوائه بسرعة

فهل يمارس قفز الحواجز ؟ في الصباح

ام يحجز نفسه . . ويمنعها شهوة البروز

التي اورثته العبودية . . والذل

مع شروق الشمس . . . تولد الاجابة

خااااالد



طرح رائع جداً

موضيع تشد الانتباهـ اخي الفاضل


كل الشكر من القلب

كالعادي اخي خالد

طرح مميز وسهابة في التعبير

كل الود اخي الكريم

بقايا

لا املك كلمات تليق بحضورك الجميل

وحروفك الأنيقة

بصراحة .. انت غير

ضااعت الحرووووف لم اعد استطيع ان ابين مدىاعجابي برووعه ماتدوونه ..

فعلا مبدع ووحتى هذه الكلمه قليله في حقك ..

فعلا تصوووير اذهلني ..

جمال × جمال ..

استمر في هذا التألق ..

فسوف تجدني دائما في متصفحك ..

تحيتي وتقديري لك ولقلمك