مؤامرة تدور على الشباب ..

كتب ممدوح المهيني في جريدة الرياض في عددها الصادر يوم الخميس الماضي - العدد 14605 - في عموده ضوء صحفي موضوعا عنونه بـ ( مؤامرة تدور على الشباب ) http://www.alriyadh.com/2008/06/19/article351905.html تطرق فيه إلى نشيد قديم كان يردد على لسان الشباب وكيف أن مثل هذا النشيد وغيره هو الذي غرس في عقولهم وعبر عقدين من الزمان ثقافة التكفير والإرهاب وحتى التفجير ..

وأنا هنا أخالف الكاتب في بعض ما كتبه , ومما قاله أنه الآن يرى أن هذه القصيدة من أقبح القصائد التي يرددها الكبار فضلا عن الصغار , وكذلك أنها تمثل مزيجاً مركزاً وبغيضاً جداً من كل الأفكار الكريهة من التعاليم التي تدعو إلى التعصب إلى التفسيرات المؤدلجة المغلوطة والمسمومة إلى التحريض العلني على القتال والانتحار, وكقوله أنها تؤذي عقول الصغار وتحوي أفكارا مسمومة تنغرس في عقولهم ولا تمحى من ذاكرتهم حتى بعد ما يكبرون ...

وأنا أقول أن مثل هذه النشيدة التي رددناها بالفعل كثيرا في مدارسنا وفي مراكزنا الصيفية وحتى في أوقات فراغنا .. إنها هي التي كان لها الفضل بعد الله سبحانه في توجيه جيل كامل من الشباب التوجيه الصحيح عبر جره إلى الطريق الصحيح والجادة السوية , وبفضلها وغيرها مما طرح من مواعظ ومحاضرات ونشاطات إسلامية وبوسائل بسيطة كان أحدثها الشريط الإسلامي حتى أخرجت جيل كامل عاد بصحوة إسلامية مباركة امتدت على طول العالم الإسلامي كله .. ولا يمكن أن أنسب تطرف بعض الشباب وسلوكهم بعض الأعمال الإجرامية والتفجيرية إلا إلى تيارات عصفت بهم قدمت إليهم من بلدان أخرى لم تسلم من شرهم , في ظل غياب التوجيه الصحيح من المربين والعلماء .

إن شبابنا بالفعل مر ويمر بمؤامرات تحاك ضده , تعصف به يمنة ويسرة ما بين شبهات وتيارات فكرية تجرهم إلى سلوك طريق التطرف والإرهاب , وتيارات شهوانية تزين له الجسد وتدعوه إلى الخلاعة والتفسخ من كل التقاليد والعادات الصحيحة .. إنه خوف حقيقي يا أخي من مؤامرة حقيقية أراها ويراها الغيورون على وطني ومجتمعي التي تحاك ضد شباب لو وجد التوجيه الصحيح لأصبح نافعا بارا بوطنه ومجتمعه ..

أنظر إلى الأرقام المهولة التي يتم الكشف عنها من مخدرات ومسكرات .. تهرب إلينا ليل نهار .. أليست هذه موجهة إلى الشباب .. أليست هذه مؤامرة ؟!

أنظر إلى الإعلام الفاحش الذي فسخ جلباب الحياء .. ووجهه إلى الشباب.. أليس هذا إشغال لهم عن دورهم الحقيقي في مجتمعاتهم وأوطانهم وحتى أمتهم ..

إن شبابنا تدار حوله الكثير من المؤامرات .. هذه نظرية أؤمن بها , ولكن أملي في شبابنا كبير بإذن الله كما هو أمل أوطانهم فيهم .. وسأظل أردد هذه القصيدة بترنيمتها الجميلة وسيرددها ولدي من بعدي ولا خوف منها ..

حفظ الله الشباب وجعلهم ذخرا لأوطانهم وأمتهم