لا تبحث عن الحذاء !

يحكى أن أحد الملوك أصيب بمرضٍ خطير، عجز عن علاجه كل حكماء القصر والأطباء..

ذات يوم جاء إلى الملك المريض أحد الحكماء قائلاً: "علاجك يا مولاي أن تنتعل حذاء رجلٍ سعيدٍ لم يذق طعم الحزن"

فهم الملك ورجال القصر والوزراء والمساعدون والجند بالبحث عن هذا الرجل السعيد الذي لم يعرف طعم الحزن.. ولكن.. أين هو؟ فالناس سعيدة أحياناً، حزينةٌ أحياناً أخرى..

ولكنهم بعد طول عناء عثروا عليه.. كان صياداً فقيراً، قال لهم: لم أعرف طعم الحزن.. إنني سعيدٌ طوال حياتي، لأنني مقتنع راضٍ بما رزقني الله، ومؤمن بأن الخير من عند الله، والشر من الإنسان..

هجم الجنود على الرجل الفقير السعيد كي يخلعوا حذاءه، ولكن يا للمفاجأة!! إن الرجل السعيد لم يكن يملك حذاءً طوال عمره!!

إن السعادة وراحة البال والطمأنينة تنبع من دواخلنا وتزهر في قلوبنا وتغرد على ألسنتنا و تلمع في أعيننا

هي الماء السلسبيل الذي نرتشفه بعد جهد هي حبات العرق التي تتلألأ على جباهنا بعد عناء هي الدمعة الرقراقة حين نتذكررحمة الله ونرجو الجنة والسعادة الأبدية فيها .

تتجرح أقدامنا حين نسير على رمضاء الغضب وأشواك الانفعال و تضيق الدنيا بما رحبت حين فقط يحتل الهم أكبر مساحة في قلوبنا ويستعمر الحزن مدن الفرح في ذواتنا !

بعد كل موقف سلبي لي في حياتي أشعر بحنين إلى السعادة وشوق إلى الهدوء ورغبة في الإبداع

عندما يعانق قلمي صفحتي ويعطرها بمداده الزاكي كاتبا هذه الأية الكريمة (الذين امنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ) تشع أنوار السعادة وتسكن لجج النفس وتنساب الأفكار وتنثال الخواطر

كان هديه صلى الله عليه وسلم مع الغضب أولا التحذير منه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني (قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب) رواه البخاري

نعم رددها مرارا لأن الغضب له مسببات كثيرة جدا فبعددها ( لا تغضب )

أما حين تغضب وتقع في شراك الشيطان لا تستسلم بل خذ هذا التوجيه النبوي (اذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن لم يذهب عنه الغضب فليضطجع)

وهذا لدى علماء النفس وعلماء البرمجة اللغوية ما يسمى ( كسر الحالة ) أي تغيير الحالة من الإندماج الشعوري إلى حالة أخرى تفصل هذا الشعور .

جميل أن نبني لأنفسنا سياجا واقيا من عواصف الغضب التي تجتاح بساتين السعادة في حياتنا

م....ن