" العمامة " رمز للشأن والوجاهة والعلم والفقاهة .. كانت ولا تزال مورد احترام المجتمعات ..

جاء في " المستطرف " أن عمامة الحجاج بن يوسف الثقفي التي دخل بها الكوفة كانت حمراء.. وكان يخيف الناس بها عند ظهوره عليهم .. فقد روي أنه دخل المسجد ملثماًً بعمامته الحمراء تلك واعتلى المنبر فجلس وإصبعه على فمه ناظراً إلى المجتمعين في المسجد فلما ضجـّوا من سكوته خلع عمامته فجأة و نثر خطبته المشهورة التي بدأها بقوله :

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني

بينما دخل عيضه السفياني ــ وهو بالمناسبة أحد أحفاد الحجاج كونه ينتمي إلى هذه القبيلة العريقة عراقة التأريخ ـــ مسرح شاطئ الراحة من خلال برنامج ( المليون شاعر ) في نسخته الثانية معتمرا عمامة بيضاء فيها خطان أزرقان متدليان على كتفه الأيمن ويده على طرفها ناظرا إلى الحضوربابتسامة لاأخالها إلا فجـّة ..
فلما ضجوا من كثرة إيماءاته إلى ذلك الشعار( الهلالي ) الذي كان يعتصبه خلع هيبته وأهدر ماء وجهه لينشد ــ بعد أن إرتسمت في وجوه الحاضرين وعيونهم وتمتماتهم علامات السخط ــ أبياتا تنبئ بالكثير من الإستجداء والتســّول!!..

لقد أثبت عيضه بفعلته تلك البون الشاسع بين عمامته وعمامة الحجاج !!..
فعمامة الحجاج ترمز للشجاعة والإعتداد بالنفس .. وعمامته لم تكن سوى رمزا للإستجداء وإراقة ماء الوجه ّّ ..

وحتى لاأبخس الرجل حقه .. فللأمانة كان حضوره المسرحي بهيا وإلقاؤه مميزا وقصيدته باذخة في الجمال لولا خفة الدم " المصطنعة " وتلك الأبيات الغارقة في " الطرارة " التي إبتدأ بها مشاركته عندما خصّ نادي الهلال وجمهورياسر القحطاني تحديدا بها .. متناسيا قبيلته ــ التي أقامت قبيل مشاركته في تلك الحلقة إحتفالا كبيرا إتفقت فيه على التصويت له مهما كلـّف الثمن ــ أو لأقل متجاهلا كل تلك المجهودات أمام إغراءات جمهور أظنه كان مشغولا حينها باحتراف ياسر في مانشيستر سيتي .. ( يعني ماجابوا خبرك ) !!..

وكوني أحد المينتمين الى جماعة " 07" ولي علاقة وطيدة مع شعراء الطائف بحكم الجوار وقبل ذلك العيش في هذه المدينة الحالمة لأكثر من ربع قرن .. إلا أن هذا و ذاك لم يمنعاني من النظر إلى الأمور من زاوية إعطاء كل ذي حق حقه لأقول للمبدع أبدعت وللمسيئ أسأت حتى وإن كان ذلك المسيئ أقرب الناس إليّ والمبدع أبعدهم .. الأمر الذي جعل الكثيرين ينفضـّون من حولي وكأني جمل أجرب يحاولون الإبتعاد عنه !!.. لكن كل ذلك لايهمني ولم يشغل يوما حيّـزا في تفكيري أمام كلمة حق أقولها .. شاء من شاء وغضب من غضب ..

ويبقى السؤال :

ماذا لولم يفز عيضه بأصوات جماهير الهلال هل سيتخلى عن هلاليته ؟ هذا إن كان يميل حقا إلى هذا النادي ولاعبه اللذين إتخذهما سبيلا له للوصول إلى مراحل متقدمة من الماراثون القبلي بحسب رؤيته التي لاأراها صائبة !!.

ليأتي السؤال الأكثرإثارة : ماذا سيكون عليه موقف قبيلته منه ؟ هل ستصوتّ له ؟ أم ضـّده ؟ أم ستدع المهمة لمن أنسوه حبها ؟..

أما بالنسبة لي فأرى والله أعلم لو كان الحجاج حاضرا في تلك الأثناء لكان رأسك ياعيضه أول الرؤوس المقطوفة حتى لكأنني أرى الدم بين عمامتك ولحيتك !!..

نعم : لقد باع عيضه السفياني " عمامة " جده الحجاج بثمن بخس !!!!