الطفل الشاعرالأردني ورد وكيله يخطف كلماته كالفرسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الطفل الشاعرالأردني ورد وكيله يخطف كلماته كالفرسان





الشاعر الطفل ورد وكيلة حمل قيثارة الغزل في العشر من عمرهـ

يكتب للمحبة وليس للغزل

المرأة عندهـ كل مؤنث من المرأة إلى السحابة وحتى الشجرة

يعرف المرأة النشمية أنها : الأنثى الأردنية بجمالها وأنوثتها وتضحيتها

وبثوبها التراثي المزركش .

طفل ممتلئ الجسد مدور الوجه يحمل ابتسامة لا تفارق وجهه مثل القمر، ظهر على

برنامج يسعد صباحك بحضور لم يكن بين مذيعة وطفل، بل بين شاعر ومحاورة،

ومن ثم كان له ظهورا على ملحق حياتنا في صحيفة الغد، فظن الكثيرون أن الكلام

المكتوب من صياغة المحررة، أكتشفه القاص والكاتب فخري قعوار وكتب عنه في

صحيفة الرأي قبل عام مبشرا بظاهرة غريبة قادمة بشكل مبكر.

و بعد أن أصبح ورد شاعراً بحق أصدر ديوانه "شهد الورد" عاد فخري ليكتب عنه في

صحيفة الرأي 1/2/و 2007وصافا ظهوره المميز في حفل توقيعه " فقد جلس وراء

الطاولة المقابلة للحضور، واحتل مكان الشاعر علي البتيري ،وقبض بيده اليمنى

الميكرفون ،وشرع بقراءة كلمة جميلة، كان قد كتبها، ثم انتقل إلى إلقاء مجموعة من

قصائده ، وثبتت عنايته بقواعد اللغة، وثبتت قدرته الإبداعية في كتابة الشعر ..

ما جعلنا نتذكر أنشطة عبي الحلم حافظ أثناء الغناء" .

هذا الطفل مدهش ،هذا ما سيتردد على ذهنك عندما تقرأ شعره ،فيخيل لك أنك أمام عاشق

ثمل دوخه الحب وأقعده أمام كؤوس النيبذ ، ويدهشك عندما تشاهد إلقاءه للشعر فهو

ينسجم مع كلامه ويعش أشعاره وكأنه يربط حبل مع المستمعين يشدهم إليه، له قدرة

إلقاء لا يملكها شعراء لهم سنين طويلة في إلقاء الشعر ، ويدهشك عندما تجلس بجانبه

وتسمعه يصحح أخطاء الآخرين لغويا وكأنه معلم للنحو ، ويدهشك عندما تحاوره فتشعر

أنك أمام رجل ذو باع طويل في النقاش والمحاورة ، وبما أنه طفل يكتب شعر الغزل فيحتم

عليه مواجهة المشككين بكتابته ومواجهة من لا يعجبهم كتابته للغزل ، وهذا ما يبدع

فيه ورد حيث يملك براهين وأدلة تشبه صوره الشعرية في إفحام الآخرين.

ديوان ورد الصادر عن الدائرة الثقافية لأمانة عمان يثير الانتباه لأنه لا يقدم شعر طفولي

بل أشعار غزل تحمل صور لعاشق يرتمي عند حبيبته ويقدم لها عروض الدنيا كي تبادله

الحب، لذا أسماه البعض "الماجن الصغير " وآخرون أكثر أدبا " نزار قباني الصغير"


ولكن ورد ينفي فهم الخاطئ لأشعاره فهو لا يكتب حسب تعبيره شعر غزل بالمفهوم

المتعارف عليه، بل يكتب شعر المحبة وبما أن الأنثى هي رمز العطاء فقد خصها في

محبته كرمز وليس كجسد كما يحل البعض فهذا المتصوف باكر أعلن عن هيامه الروحي


" يا كنيستي التي تتفتح لي نافذة أطل منها على الله

صدرك سريري الدافئ"

وطول الديوان نجد أنه يبحث عن المحبة والعطف :

أبحث عن الحنان أجده في قلبك

ضائع تائه أبحث عن ملاذ

روحك ملاذي"

وهو سيشعر بالعملقة والقوة الفوق طبيعية إذا ما حصل على حبيبته :

" أنظم بكفي المجموعة الشمسية

وأصنع منها قلادة تزين عنقك"

ومع ذلك تظهر معالمه الطفولية في عدة أماكن لتدافع عن براءة الطرح:

قلبك حلوا كالسكر منعش كالماء البرد

حارق كالبركان ،لذيذ كالهريسة "

ولا تبتعد عنه دنيا الطفولة

"تأتي نحلة

تلقح الزهرتين

وتعطر الحياة

بعطر الحب "


"حبك حار كالفلفل

حامض كالليمون

حلوا كالسكر

ومر كالقهوة"

ورد الذي انكسر لحبيبته قائلاً :" أركض إليك مثل القطة المرتجفة الخائفة

وأرتمي عند قدميك"


لا يبدوا هكذا عندما تم محاورته فقد كان نمر منكسرا مذكرني ببيته الشعري الذي جاء في

بداية الديوان " لأنني أحب نساء كل الأرض – وأكذب على نساء الكون .. فأنا شهريار "


وهنا لقاء مع الشاعر ورد


ورد وكيلة شاعر الحب كم تبلغ من العمر ؟

- عشر سنوات وأقترب من الحادي عشر.

متى داهمك الشعر ما دام أصدرت كتابا في هذا العمر المبكر ؟

- في الصف الأول .

هذا عجيب ففي تلك الفترة كنت تتعلم أحرف الهجاء؟

- لقد انتسبت إلى المدرسة وأنا أكتب وأقرأ، وكانت عمتي عايدة التي تولت تربيتي

قدعلمتني القراءة والكتابة ،طبعا لم أكن أقطع الكلمات مثلما أفعل حاليا في القصائد

النثرية، فكنت أكتبها جملا متتالية ومن ثم صرت في الصف الثالث أحاول تقسيم كتابتي

لتكون شعراً.

هل تذكر شيء من غزل الصف الأول ؟

- يضحك- طبعا فالكتابة الأولى مثل الحب الأول لا تنسى، وأتذكر أني كتبت :

"قلبي نابع لك... وأنا أحبك فأنت ربيع قلبي، وصيف شتائي وربيع خريفي"

كيف سعيت خلال هذه الفترة القصيرة لتطوير نفسك؟

- لدي مكتبة خاصة تضم أكثر من 300كتاب قرأتهم جميعاً وأنا متابع نهم لملاحق

الأطفال والمجلات الخاصة للأطفال .

ما نوعية القصص التي تقرأها؟

- أقرا كل ما حصل عليه مع ميلي لقصص المغامرات العلمية.

مركز زها هل قد لك فائدة حقيقة ؟

- مركز زها هو عالمي6فأنا محرر في مجلته ولدي أصدقاء كثر وهم أكثر من يتعاملون

معي كمبدع، كما أنهم نشر لي قصة في كتاب.

أنت قاص أيضا فهل تنوي نشر كتاب قصصي؟

- نشرت لي قصة الإرادة تتحدى الصعاب في الكتاب الذي نشره مركز زها

"لا يأس مع الحياة" .

إذن لماذا تتجه نحو الشعر ما دمت تكتب القصة بتفوق وناسب عمرك أكثر ؟

- الشعر موهبة من الله وهو يخرج عني ليس بطوعي ، وهو قوة أعبر فيها عن الذي

يعيش في داخلي كما أنه أسهل من القصة في إيصال ما أريد.

معظم قصائد أشعار غزل فهل هذا ناتج من ذاتك وبوحها لحقيقي ؟

- طبعا هو شعوري أنا لأن الغزل يعني المحبة وليس العشق فقط كما يجادلني الكثير

البعض أتهمك انك طفل تغازل النساء وهذا ما ينافي براءة الطفولة ؟

- أنا طفل بريء وأسمع منهم كلمت أو اتهامات لا افهمها، أنا عندما أغازل المرأة فأنا

اقصد الأنثى وهي العطاء والولادة هي الشجرة المثمر السحابة الممطرة، حتى السماء

أليست أنثى هذا ما اقصدهـ.

الملاحظ أنك تعيش معركة مع المرأة فما سر ذلك؟

- لا أنا أمجدها لأنها وأمي أختي وعمتي .

لماذا طلبت من أختك زينة 17 عام أن ترسم لك رسوم الديون

ورفضت الرسامات المحترفات؟

- حتى أعطي أختي فرصة النجاح مثلي لأنها رسامة هاوية، كما أنها فهمت ما أقصد من

الشعر أكثر من كل الذين عرضوا علي رسومات مخجلة، وأنا أؤمن بحرية المرأة وليس

قمعها وأحببت أن أعطي الناس درسا بذلك عبر مشاركة أختي برسومها مع أشعاري.

تكررت كلمة كثيرا في أشعارك ؟

-القلب هو منبعه المحبة ومصدر الإحساس والمشاعر لذا هو رفيقي الدائم مع أشعاري.

أنت متهم بتقليد نزار قباني فهل هذا صحيح؟

-لا أنا أحبه جداً ولا أقلده وشعر الغزل ليس محتكر لنزار قباني وكل وحد يكتب يقولون

له أنت تقلد نزار قباني ،كما أني أكتب شعر المحبة بينما نزار يكتب شعر الحب

أو الغزل العشقي.

من هي شهد التي قرنتها باسمك في عنوان الديوان؟

الشهد هو رحيق الأزهار وهذا الشعر هو رحيقي وليس أسم لفتاة.

سميت نفسك في أحدى قصائدك بالمجنون المنافق لماذا؟

لأن الشعراء يوزعون الكلام المعسول على من يشاءون .

هل أحببت فتة في حياتك ولو حب بريء ؟

نعم أنهم حماتي وخاصة تغريد وعايدة .أما الذي تقصده لا طبعاً .

ماذا شعرت في حفل توقيعك وأنت في العاشرة من العمر ؟

شعرت وكأني في يوم عرسي

ماذا قدم لك فخري قعوار ؟

- سلط علي ضوء الشهرة وأخرجني من الشرنقة وقدم أشعاري كورود لكل الناس.

وعبد الله رضوان ؟

له الفضل الأكبر في نشر ديواني .

لماذا قدم لك الشاعر جريس سماوي كتابك ؟

-لأنه شاعر كبير ومتواضع فقدم لي مقدمة سأحفظها طوال العمر.

ماذا تخطط لمستقبل ؟

-أن أصبح شاعرا وقاصا ورساماً ومشهورا مثل نزار قباني

هل تقرا الشعر الحداثي ؟

-نعم ولكنه لا يقارن بروعة الشعر العمودي

ماذا تعني لك كلمة "النشمية" ؟

-الأنثى الأردنية بجمالها وأنوثتها وتضحيتها وبثوبها التراثي المزركش .


أما عمته عايدة التي رعته طفلا وشاعرا فقد قدمت لنا ملامحا من حياته الخاصة

حيث قالت،،انهها كانت تلاحظ عليه علامات مبكرة غريبة فقد كان يلتفت لرائحة العطور،

ويتأمل في الكتب والصور كثيراً وها قبل السنتين من عمره، وتمكن من كتابة وقراءة

الأحرف في الثالثة من عمره، وفي الصف الأول قرأ كتبه منذ الأسبوع الأول وكان

قد فهمها تماما،

وتتذكر عايدة أحدى كتاباته المبكرة " نار قلبي مدفأة لحبيبتي "

التي كتبها في الصف الأول ومن يومها توقعت أنه سيكون مبدعا،

وتشير إلا أنه متفوق دراسياً ويتقن اللغة العربية

ويساعدها بتذوق حمال ما تشريه ولديه محبة للاستماع لفيروز وكاظم الساهر وأم كلثوم

ويرفض الأغاني الحديثة.

وتؤكد الآنسة عايدة على أن ورد ولد مطيع مهذب ويقرأ كثيرا وخاصة الشعر الجاهلي،

وأخته زينة رسامة موهوبة وأخيه عازف ويلحن دون أن يتعلم عند أي ملحن .

أجرى الحوار/

عمر شاهين