يوم بر يوم وفاء

الحــــــمد للـــه إن لـه الحـــــمد=لا يخـــــلق مِــثلاً إلاّ لــــه ضــِدّا
تبـــارك اللـــه أن جـــاء بالـضِدّ=كي يستوي الوزن شكراً له حـــمدا
فالصبح والليل ،والشمس والـــبدر=آيــــات أضــدادٍ ومثـــلها عِــــدّه
والماء والنارُ ، والنــور والغسـقُ=إن شئت أنبيك عـن كــثرهم عَـــدّا
تبــــارك الله في جَــــدِه حكـــماً=قد وازن الكــــونَ فـنِعمَ مــن جَــدّ
فالظـلم مخـلوقٌ والعـدل ســــابقهُ=إن مــــالَ عـن حـــقٍ يــــردّه رَدّا
والباطلُ شُؤماً قد عاث في الأرض=والحـــقُّ يـــردعه يصــدهُ صـــَدّأ
وجــاء بالشَــرِّ والخــيرِ سابــقه=فـذا لـه جـــــنداً وذا لــــه جـــندا
والناس أصناف تبـــاينوا خُلـــُقا=فــــذا لك وِدّا وآخــــر لِـــــــــدّا
وذاك مـذمــوم في طبعــه ســوءاً=وهذا محمــــودٌ فـي نهجـه رُشــــدا
أبـا أصيلٍ ألا فاشكـر طبـــائـعه=جبراً ، ودوداً ، مع البرّ لـه عـــهدا
للأهــل حـــنّانا ، للــه أوّابـــــا=في الحـلم مختــــارا ، ومـا لـه نِــدّا
في الجود بـرّاقـاً ، للخـير سـبّاقا=في صــحبه عَلَمٌ ، يرنو العلا حَــفدا
يا أبيض الكــفين فـي صـــنائعك=كــلُّ الكـرام تهــادت نهــجك وِردا
يا ملتقى الأنـظار فـي مجــالـسنا=نــسمو بـك فـــخرا ونعتــلي مجــدا
إن كنتَ في جمـعٍ فـأنت زينتـــهم=أو كنتَ في وَفـــدٍ فخــيرهم وفــــدا
أنت الملاذ لمن ضاقت به الــدنيا=وصدرك وطـنٌ والـــدار والنـــجدة
يـاجابر العثرات إن غزا عُــسر=ياصـــادق القـول ، ياوافيـا وعـــدا
يا مكـرم الضيف وراعي الجــار=يا كــاظم الغــيظ ، يالينــا صَــــلدا
قد جئت في شِيَمٍ وقلّـما جــــاءوا=حيَّرت من كـــادوا أن يقدحـوا نــقدا
فأجمعـوا الـرأي بأنّك الضـــــِدّ=لــكـفّة الــشرّ وفـرّقــوا الحشــــــدَ
أقول في شـعري لــكل همــــّازٍ= وكـل لمـّاز قــد يبتــــغي حــــــقدا
تبّاً لقـافيـــة تَلَبَّـــسَت كـــــذبا=كـــشاهـد زور في الصــدق مـــرتَدّا
وبئس قـافية أبياتهـا رصـــفت=تســتجدي مـكرمــة أو تـرتـــجي وِدا
ياسامع النجوىأدعوك في سِرّي=سـدّد خطــاه وزِد فـي ســعده ســـعدا
ولتـحفظ الدار التي رعت رامي=واشــكر بــوالــده نبعــا لـه رغـــدا
وأكــرم الرحـم الـذي خبـا فيـه=فـنعم مـن رحــم كــنت لـه حَصــــدا
إلهي أدعـوك بالآل والصـــحب=أن تجعــل العَــــدّ مـن وِلْــدِهِ مــــدّا
وَطَـهِّر الخُــلُقَ في نَسله الخَـودَ=وآتِــهِم عـلما واقضــي لهــم قصــدا
عُـذرا ومَـعذرة فلـست مـدّاحــا=تمــــلّق الشــــــعر أو عنـــده رَودا
لــكنني قـلت في شـعري ماأجدُ=فـي طبعـــك الــكدُّ وســـؤلك الخُلــدَ
فاهنأ بفردوسٍ أنـهارهـا عسـلاً=ولبسـها سُـندســاً وطــيبهــا رنــــدا