15-05-2007, 01:22 PM
|
|
من مظاهر الوسطية في الاسلام من أبرز مظاهر الوسطية في الأسلام التوازن بين الروحية والماديةأو بعبارة أخرى بين (الدين والدنيا). لقد وجد في التاريخ جماعات وأفراد كان كل هممهم إشباع الجانب المادي في الأنسان وعمارة الجانب المادي في الحياة دون التفات الى الجوانب الأخرى قال تعالى(وقالوإن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين) وهذه النزعة المغالية في المادة وقيمة الحياة الدنيا جديرة بأن تولد الترف والطغيان والتكالب عى متع الحياة الغرور والاستكثار عند النعمة واليأس والقنوط عند الشدة. وفي الطرف المقابل لهذه النزعة وأصحابها, وجد آخرون من الأفراد والجماعت نظروا الى الدنيا نظرة أحتقار وعداوة, فحرموا على أنفسهم طيبات الحياة الدنيا وزينتها, وعطلوا قواهم في عمارتها, والأسهام في تنميتها وترقيتها واكتشاف ما أودع الله فيها. وأصبح الشائع في مفهوم الناس عن الدين والتدين الحق هو الأنقطاع عن العالم والتفرغ للعبادة, وان المتدين الحق هو الذي يتقشف فلا يتمتع, ويتبتل فلا يتزوج, ويتعبد فلا يفتر... وبين هاتين وهاتين النزعتين قام الإسلام يدعو الى التوازن والأعتدال.ولقد دعا القرآن الى العمل للحياة والضرب في الارض والمشي في مناكبها والأستمتاع بطيباتها, بجوار الحث على الأستعداد للأخرة والتزود ليوم الحساب, وذلك بالأيمان والعبادة وحسن الصلة بالله ودوام ذكره الذي تطمئن به القلوب يقول سبحانه وتعالى( وأبتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين) والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل من طيبات هذه الحياة , ولا يحرمها على نفسه ولكنه لم يجعلها شغل نفسه ومحور تفكيرة, وكان من دعائه( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا , ولا مبلغ علمنا) وإنما كان يعطيها حقهاوللأخرةحقها بالقسطاس المستقيم وكان من دعائه( اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري, واصلح لي دنياي التي فيها معاشي,وأصلح لي آخرتي التي إاليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر)
منقول
|