13-05-2007, 07:51 PM
|
| |
الإمام الليبرالى شرفات: عدنان فرزات ............. يكتب عن الإمام الليبرالي - نقلا عن صحيفة القبس الكويتية
كانت زوجته تجلس بجانبه تترقب نتيجة المكالمة التي أجراها معي.. جاءني صوت الزوج ممتلئا بالحيوية والانفتاح وهو يكلمني من دولة خليجية، سألني إن كان بإمكاني تزويده بأعمال روائية وقصصية لكتاب من الكويت كتبوا في مرحلة التسعينيات ، فسألته إن كان يعد دراسة أو مقالة أو موضوعا صحفيا في ذلك، فأجابني: 'لا' بل زوجته هي التي تعد رسالة ماجستير حول الرواية والقصة في الكويت، وبالتالي فهو يسعى إلى أن يوفر لها ما تحتاجه من كتب ودراسات نشرت بهذا الخصوص، لعله يستطيع مساعدتها في رسالتها..وبدا الرجل شغوفا ومهتما إلى درجة كبيرة وهو يأخذ الوعود مني بأن ألبي له هذا الطلب الذي سوف يسعد زوجته ويفيدها في عملها البحثي.. ولكوني لا أعرف الرجل وزوجته، بل إن صديقا متوجا بالعمل الثقافي قد دله علي، فقد رسمت في ذهني صورة لهذا الزوج على أنه ليبرالي، أو على الأقل كما نصفه في مجتمعاتنا العربية 'فري' ، يقف وراء نجاحات زوجته ويساندها في مشوارها الإبداعي، ويزور معها المعارض التشكيلية أو المكتبات العامة ليلبي احتياجاتها الثقافية ويوصلها إلى سدة النجاح..ولكن كانت المفاجأة التي أوقدت في مسمعي إيقاع الدهشة المباغت، أنني حين سألته عن عمله قال انه إمام مسجد!
حقيقة لقد كسرت هذه المكالمة الصورة النمطية التي رسمناها في أذهاننا عن بعض أئمة المساجد، التي ساهم بعض هؤلاء الأئمة بتكريسها من خلال إحاطته بالمرأة بمساحة معتمة لا يسمح لها فيها بفتح كتاب، لا بل قد ينقل تعاليمه هذه إلى مرتادي المساجد ليجني بذلك على عقول نسائية يمكن أن تحقق إضافة كبيرة الى المجتمع فنخسرها ونكسب بدلا منها عقولا متطرفة.
كانت الإجابة التي رد بها علي الإمام الخليجي بمنزلة رسالة لا بد أن أوجهها إعلاميا إلى ثلاث من الفئات أولهم أئمة المساجد، لعلهم يعملون معادلة توفيقية بين المنحى الثقافي وعملهم الشرعي.
ثانيهم للمتشددين الذين غالوا في دينهم فخالفوا الوسطية ، وقمعوا المرأة وأغلقوا فسحة التعلم والنوافذ الثقافية في وجهها ، متناسين دورها الفاعل في العصور الإسلامية المختلفة .ثم هي رسالة لليبراليين أنفسهم 'المتطرفين' في ليبراليتهم والذين يطلقون صفة الظلامية على عموميتها، غير مدركين أن هناك عقولا لها رؤيتها التنويرية الخاصة وتستحق الحوار.. حيث يفترض بأصحاب الآراء المؤمنة بالتعددية أن يمتلكوا مساحة من الاعتدال لكسب الرأي الآخر المنفتح والمتنور بوسطيته لعله يسود.
يمكن إذن لو نشرنا هذه التعاليم، أن يتفهم المتشددون قبلة الأمومة التي طبعها الرئيس الإيراني على يد مدرسته السبعينية ، وينظرون إلى كف المرأة على أنه كف يفيض منه العلم بمعزل عن الغرائز! عدنان فرزات
صحافى واديب سورى
توقيع : محمود سليمان يعزينى
أننى أسير بلا يأسٍ ولا أمــل
بـــلا سكرٍ ولا صبــــر
بلا حقيقـــــةٍ واحـــدةٍ وبــــلا
ســــــرابٍ خـــــــــــــد َّاع محمود سليمان شاعر وصحافى* مصر m_soliman27@hot mail.com | |