رسالة في زمنِ السُّرعَة ..

كثيراً ما نُلقي اللومَ على أكتافِ الزمان وأنه لا يُمهلنا حتى ننتهي
نرى أنَّ الوقتَ ما عادَ يكفي لقضاءه والتفكير في الآتِ من العُمر وحتى الحاضِر
لا أدري متى نُفيق ونتأَّمَّل حقيقة أن ما مضى مُحال أن يعود ويُصافِح أيدينا
إلا في الحُلم ، وحتى هذه اللحظَّة التي أكتُب فيها أشعر بأن الزمنَ يسرِقُ أجملَ ما فينا
لكنه في الوقتِ نفسه يهدينا .. رصيداً لا يُقدَّر بـ ثَمَن .

تصفَّح يومَك معي ولاحِظ كم من الأشياء إفتقدتها منذُ زَمَن ؟!
هل تناوَلت فطورك ..! ولو تناولته .. هل شربتَ كوبَ لبن .. يقيكَ شرور الهشاشة
والنسيان الفتَّاك بكل ورقة تحتاجُ أن تتذكرها ..!
متى آخر مرَّة نطقت بـ صباح الخير لـ أهلك .. جارك ؟
متى آخر مرَّة قبلَ أن تمضي إلى عملك قرأت أذكار الخروج من المنزل والركوب
والسفر فأنت الآن في سفر .. وكل لحظة في سَفَر ..
تمعَّن كم فقدتَ هنا من رصيدِك وأحسِبها معي جيِّداً ..

عندَ دخولك لعالمكَ الآخر حيثُ ضجيج البشر وزحمة الورق والواجِبات
أنت لا تبتسِم حتى ... ما فكَّرت لو كانت البسمة حتى بداخلك بـ مُقابِل
كيف سيكون حالك ..!
إذاً إقتنِص اللحظة وإفعَلها بسرعة قبلَ أن تُقنَّن وتُشَفَّر غَداً ............

تعود إلى المنزل .. أتشعر بقيمتِه ؟!
هناكَ في الطرفِ الآخَر من تأويه الأرصِفة فقط
ولا يجيد حتى .. إلتحاف الغِطاء من بردِ الحاجَة
ضع جنبَك الأيمَن وتذكَّر أنها لحظَة لن تعود لكنها سـ تتكرَّر
فحاوِل منح نفسِك أملاً جديداً أن تتلمَّس نبع الجمال
يومَ يمضي وقد خلَّدتَ من وقتكَ مالا يُنسى .
.
.
لن أُكمِل بقية اليوم معك
فقط تمرَّد على الزمان .. وعجِّل في تذوُّق الحياة
بكل معانيها .. وحينَ يمضي الزمن ولا تحملكَ قدميك في يوم
سـ تذكُر كم كانت فُرَص الحياة كثيرة
وأَجَدتَ .. الولوجَ إليها بالعمل .. والأمل
والإلتحام بالآخرين .
\
/

حبـ ه كَرَزْ
أماني