26-01-2007, 08:42 PM
|
| |
بسم الله الرحمن الرحيم {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم} ازدواجية
أبو جهل وإبليس
عندما نقرأ هكذا ازدواجية فيها هذه الأسماء
فورا سيتحول الفكر إلى المعصية وإلى القلوب المتحجرة وإلى العقول العنيدة
أقول وبالله التوفيق
إن أبا جهل هذا وكما يعلم الأكثرية كان يذهب ليلا ليستمع القرآن من محمد عليه الصلاة والسلام
ولكن سرا وبالليل كما أمثاله من المشركين في ذاك العصر /اقرأ كتب السيرة /
وعندما عقد الإجتماع للبت في أمر محمد عليه الصلاة والسلام كان هذا الجهل يركب العقول والقلوب تكبرا وعنجهية
وإذا نظرنا لإبليس هذا أيضا عندما ارتكب المعصية برفض أمر الله أو عدم تنفيذ الأمر حينما أمر بالسجود أيضا هنا تكبرا وعنجهية {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}
انطلق من هذا المسار للتعريف بنوع المعصية المؤدية للكفر
المعصية نوعان
الأول جوارحية / يد - رجل - نظر - . . . /
الثاني قلبية حب الأنا {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى
فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}
بالمقارنة بين ابليس وآدم عليه السلام بارتكاب المعصية
آدم عليه السلام ارتكب المعصية بأكله من الشجرة ( معصية جوارحية ) ليس بها إصرار ولا تكبر
ابليس ارتكب المعصية بعدم السجود لآدم ( معصية قلبية مع سبق الإصرار عليها وحب الأنا ) {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين}
غُفِرَ لآدم
ولعن إبليس والملعون المطرود من الرحمة الأمر ببساطة
معصية آدم جوارحية وليس فيها كبر
معصية إبليس قلبية حب الأنا والتكبر
من هنا و كما ورد في الحديث القدسي الصحيح: "يقول اللّه تعالى:
العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحداً منهما أسكنته ناري"
(وفي رواية: فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي)
والحديث في صحيح مسلم
أعتقد أنه قد تبين لنا هنا أن العظمة لله وحده
وهذه الإزدواجية من عالم الإنس وعالم الجن
وكلا الطرفين يحاول أن يوقف العظمة الإلهية بنشر الدين ولكن الله غالب لهم
وبالطبع الأنا عندهم موجودة بين الطرفين
وقد طرد الإثنين من الرحمة
وكل على شاكلته { قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا }
لعلي اختصرت وأختزلت الكثير
ففي الصحة شيئا من التعب
أحتاج لرحمة من الله
ثم لدعواتكم الطيبة إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي |