26-10-2007, 04:36 PM
|
| |
رد: إستراحة مجالس الرويضة
* حُكي عن هارون الرشيد أنه أرق ذات ليلة أرقاً شديداً,
فقال لوزيره جعفر بن يحيى البرمكي: إني أرقتُ هذه الليلة وضاق صدري ولم أعرف ما اصنع, وكان خادمه مسرور واقفاً أمامهُ فضحك,
فقال له: ما يضحكك, استهزاء بي أم إستخفافاً
فقال : وقرابتك من سيد المرسلين , ما فعلت ذلك عمداً ولكن خرجت بالأمس أتمشى بظاهر القصر إلى أن جئت بجانب الدجلة
فوجدت الناس مجتمعين, فوقفت فرأيت رجلا واقفاً يُضحك الناس يقال له ابن المغازلي, فتفكرت حديثه وكلامه, فضحكت والعفو يا أمير المؤمنين,
فقال له الرشيد: ائتني الساعة به, فخرج مسرور مسرعاً إلى أن جاء إلى ابن المغازلي
فقال له أجب أمير المؤمنين, فقال سمعاً وطاعة, فقال له بشرط أنه إذا انعم عليك بشيء يكون لك من الربع والبقية لي,
فقال له: بل اجعل لي النصف ولك النصف , فأبى,
فقال: الثلث لي ولك الثلاثان, فأجابه إلى ذلك بعد جهد عظيم. فلما دخل على الرشيد سلم , فأبلغ وترجم فأحسن,
ووقف بين يديه, فقال له أمير المؤمنين: إن انت أضحكتني أعطيتكَ خمسمائة دينار وإن لم تضحكني أضربكَ بهذا الجراب 3 ضربات, فقال ابن المغازلي في نفسهِ, وما عسى أن تكون 3 ضربات بهذا الجراب
وظنّ في نفسهِ أن الجراب فارغ, فوقف يتكلم ويتمسخر وفعل أفعالاً عجيبة تُضحك الجلمود,
فلم يضحك الرشيد, ولم يبتسم, فتعجّب ابن المغازلي
وضجر وخاف, فقال له الرشيد: الآن أستحقيت الضرب, ثم أنه أخذ الجرابَ ولفه وكان فيه أربع زلطات كل واحدة وزنها رطلان ,
فضربه ضربة, فلما وقعت الضربة في رقبتهِ صرخَ صرخةً عظيمة
وافتكر الشرط الذي شرطهُ عليه مسرور,
فقال : العفو يا أمير المؤمنين اسمع مني كلمتين. قال : قل ما بدا لك. فقال: إن مسروراً شرطَ عليَ شرطاً واتفقتُ انا وإياه على مصلحة,
وهو أن ما حصل لي من الصدقات يكونُ له فيه الثلاثان ولي فيه الثلث وما أجابني إلى ذلك إلا بعد جهد عظيم,,
وقد شرطَ عليَ أمير المؤمنين ثلاث ضربات فنصيبي منها واحدة ونصيبهُ اثنان, وقد أخذتُ نصيبي وبقى نصيبهُ,,,
قال: فضربهُ, فصاحَ, وقال : يا أمير المؤمنين قد وهبت له ما بقى.
فضحكَ الرشيد
وأمر لهما بألف دينار, فأخذ كل واحد منهما خمسمائة دينار, ورجع ابن المغازلي شاكراً والله سبحانه وتعالى أعلم, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.... |